الأربعاء، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٨

سخرية القدر


إني في قمة سخرية القدر مني..

حتى وطني الذي لجئت إليه لا يحتملني...

ضاقت سماه بأنفاسي..

وتريد أرضه ان تبتلعني..

إني في قمة سخرية القدر مني!!

ورحلت أبحث عن بقايا أرضه..

سلبوها دون دراية مني

ومشيت..طُردت مبتور الأيدي..

مبتور العقل والوجدان..

فلا أشقى من لا يجد أوطان..

أو يجدها فتكون هي السجان..

أو تحرم روحه منها...

إني في قمة سخرية القدر مني..

أجد الحق مصلوباً في الأروقة..

دمه منثور على الطرقات..

تائهة روحه في الغابات..

ولكنا لا نشاهده

كمفقوئي الأعين نمر به..

مسلوبي الأحساس

إني في قمة سخرية القدر..

ورأيت الحرية ذات يوم..

مسجونة وراء قضبان أفواههم..

وبأيدي ألسنتهم..

قضبان صدئة ..البعض يراها ذهبية..

إني في قمة سخرية القدر مني..

أترك أشباح بيوت

مدن شجر الأرز..

تحكي لك

ومدن شجر الزيتون..

تروي لك

ومدن النخيل ونهر دجلة والفرات...

تقص عليك...

آهِ..آه....إني في قمة سخرية القدر مني..

فلم يعد هناك صلاح الدين ولا حطين..

ولابدر وأحد..ولا عين جالوت..

ولا نصر أكتوبر حتى..

فكلنا نموت بداخلنا...موت بطيء..

كلنا عاجزين ..مشلولين..

مع أن لدينا..إذا ما تمسكنا به..

فلن نضل بعده أبدا

7/2/2007