الجمعة، ١ أغسطس ٢٠٠٨

24ساعة إنتظار


..نفس النكهات ..كل يوم ..لا..لا بل كل يوم تزداد النكهة قوة ووضوحاً بداخلي ..! أتذوقها وحدي..ليس طمعاً،ولكن لا أريد لأحد أن يجرب مرارة الأنتظار...نعم نكهة مرارة الأنتظار..24 ساعة إنتظار في اليوم...ولا أدري لكم يوم إستمر ذلك الحال...أحسبه عمري كله!! ولا أدري لكم يوماً آخر سيستمر..؟

كالوقوف في مكان واحد ....الضباب يمنعك الرؤية ..لا أمامك ..لا خلفك..


طير محبوس في قفص كبير..القفص كبير،ولكنه محبوس..24 ساعة في اليوم..محبوس

24 ساعة إنتظار..إنتظار أن تمتد يد وتفتح له باب القفص ؛ ليطير...24 ساعة إنتظار في كل يوم من حياته القاتلة...

أراه عندما يغرد يبتسم الآخرون...أتسأل؟؟ ما بالهم يبتسمون..؟ ألا يعلمون ..؟ أن هذا التغريد بكاء ..أن هذا التغريد نواح ...أن هذا التغريد ..آهات..

أه ..فهمت الآن ...يحسبون تغريدك ياطائري...فرحة لهذا تراهم يبتسمون...

لا يعرفون أن كل قضيب من قضبان ذلك القفص ...ينغرس في قلبك ..في كل ساعة إنتظار...لأربع وعشرون ساعة إنتظار...


عند النوم ..تقابل وجهي صفحة السماء ...بلا نجوم...فقط القمر ...أفكر في القمر...ويأخذني التفكير...لأهتدي أن غداً ستشرق الشمس وستأتي معها 24 ساعة إنتظار جديدة ....24 ساعة من تحطيم الذات للنفس ...تحطيم الأمل الوليد...تحطيم الثقة...

ذرفت دموعاً ما ذرفت يوماً مثلها...! أتسأل؟؟أأقفل ربي باب الأستجابة في وجهي!!!!؟؟؟؟

أحسب الآن أنني في زمرة عبادة العاصين..


أنظر طيلة الوقت إلى هاتفي ....لعلي أسمع صوت رنين يزيل الكرب عن صدري ...الجاثم فوق أضلعي ...يفسح لي مجالاً للتنفس...


أحس بأن نفسي ما هي إلا ملجأ للجراح ..لا هرب ..أو رجوع...فقط ندم..فقط ما يسترها هو ملا بسي ..فلا يعرف أحد ..ما هويتي ..ما علتي ..ولا يعرف أحد ما دوائي ...فقط أنا أعرف ولا أستطيع الوصول..!

عندما أمشي في الطريق وحدي ...ينظر لي الناس ...أحس بأنهم رأوا شبحاً..أم أن الحزن يطل من وجهي يعانق أعينهم فيلتفتون إليَّ....أحس بأن رائحتي حزناً تجعلهم ينظرون إلىَّ..



قُطعت الكهرباء ..لا نور ..لا ضياء ..لا صوت..الناس نيام...إلا دقات ساعة الإنتظار ..

فهي تدق بداخلي أنا....فقط ..فقط النوم هو ما يريحني..ولكن إليَّ به ..فما تلبث أن تغمض عيناي حتى أصحو على أي صوت..حتى إذا كانت نملة تهمس في أذن نملة!!!!!!!!

كأن ساعة النتظار إشتاقت إلى تعذيبي ..أني مصدر حياتها..وإن نسيت لماذا أنتظر ..أو ماذا أنتظر ...تموت..

22/7/2008

ليست هناك تعليقات: