السبت، ٤ سبتمبر ٢٠١٠

المرآه


أستعد للخروج مع صديقاتي..إرتديت ملابسي..وما إن حَدقت في المِرآة... حتى أخرجت يدها ..وأمسكت وجهي بكلتا يديها!!! ونظرت مباشرة في عيني وصرخت :( إنظري ماذا فعلتي بي) صُدمتُ من المنظر..ومما آلت إليه نفسي..ملابس رثة..عينان متورمتان مليئتان بالدموع..ضلوع مُصفرة يظهر من خلفها شبح شيء دموي ..مضطرب في خفقانه...يقطر بين الحين والآخر ..دماً.
سألتني بعنف:( لما عُدتي إليه..؟ألم تَعديني بعدم تشويهي؟؟! ألا تعلمين كْمْ المجهود الذي أفعله لأبقى بين جدران جسدك..مسجونة؟؟! ألم يكفيكي ما فعله بي من قبل؟؟ كيف تركتيني في بحر الأوهام الخَدّّّاع..وها نحن الآن مجروحين أقسى ما يكون الجرح...وأذل ما يكون الجرح..نشعر بالسذاجة والبلاهة..ندم يأكل خلايانا..وهل سيقبل المولى توبتنا؟؟؟) حاولت التخلص من يداها التي تطبقها على وجهي فأمسكتني من يدي...تدحرجت دموع عيني..وفي نفس اللحظة تدحرجت دموع عيناها المتورمتين..وقالت بصوت حاني..( في أي طريق أخذتيني..أغمضتي عيني وتركتيني في جحر الأشواك..حتى ظلي هرب مني..طعم ما حدث مر ..علقم..ملاء خلاياكي وشرايينك..ملأتي له دَمكي كؤوساً..ملأ كؤوسك ندماَ وخِداعاً..ذلاَ وغربة موحشة إستوطنتني ) أفلتُ يدي من يداها..أطفأت نور غرفتي..إنزويت في ركن من أركانها..وضممتُ إليَّّّّّ جسدي النحيل...خرجت نفسي من المِرآه وجلست بجانبي..وضمتني إلى صدرها.. قلت لها بصوت باكي..(كُنتُ سأسكبُ نفسي حناناً بين راحة يديه..كُنتُ سأنتزعُ الحزن من بين حنايا جسده إنتزاعاً..فقط لو لم يبخل عليَّّ بالآمان..كلام الحب ..مليء الدنيا إختزنته بين ضلوعي له..وحباً يغرق الكون..فقط لو وهبني الآمان..وقال إنه صادقاً معي..كُنتُ سأهب له نفسي..أماً وأختاً وبنتاً وصديقة وزوجة وعشيقة..فقط لو قال لي إنتظريني..فقط لو أعطاني الآمان.فقط لو مضى دون خيانتي..دون أن يحب أًخرى..أذوبُ شوقاً لرؤية طيفه..ويشتاق هو لأخرى!!!...فَلِمَ إذا لم يصارحني ويبتعد ويريحُني من ألآم الشوق وعذاباته..ونار الأنتظار في فضاء القلق..وحدي..دونه..لِمَ دقَ بابي أصلاً ؟...ليلهو؟؟
قولي لي يا نفسي..أذنبي إني أخلصتُ في حبي؟؟ أذنبي إني آمنت بصدق حبه..ورعيته..وضممته في غربة ليلهُ...أذنبي إني فتحت له بابي وعالمي ..أذنبي إن تركت العالم يدور حولي..وإنتظرته بجنون؟؟..ليخونني ويتركني..قولي لي يا نفسي؟؟قولي لي ..قوللييي؟؟